يعد جامع عمرو بن العاص فى مصر رابع مسجد جامع اقيم فىالاسلام ، بعد مساجد المدينة والكوفة والبصرة ، فقد اقيم سنة 21 هـ (642م) ، اى انه بنى منذ اربعة عشر قرنا
انشأ عمرو بن العاص مسجده فى الفسطاط بعد فتح مصر ، وكان فى اول امره مسجدا بسيطا يغطى مساحة بطول 25 مترا وعرض 15 مترا مغطاه بظلة من الخشب وسعف النخيل قائمة على أعمدة من جذوع النخل وكانت قبلته الاولى غير متجهة نحو القبلة تماما وبقيت كذلك الى ان صححها قرة بن شريك
كان مسجد عمرو محاذيا لضفة النيل فكان النهر يقوم عوضا عن جداره الشرقى ، ولهذا لم يكن للمسجد الا ثلاثة جدران وعندما تسلم مسلمة بن مخلد ولاية مصر من قبل معاوية امر بإزالة المسجد ، ثم أعاد بناءه سنة 35 هـ (672م) فضاعف حجمه وجعل له سوار من الاجر وترك قسما كبيرا من الزيادة صحنا مكشوفا وجعل للمسجد اربع مآذن فى أركانه ، ويعتقد انها كانت أقدم مآذن اقيمت فى الاسلام
وفى ما بعد رممه عبد العزيز بن مروان سنة 79 هـ (698م) الا ان قرة شريك هدمه من أساسه وأعاد بناؤه سنة 93 هـ (710م) على مساحة واسعة ، وجعل له جدراتنا عالية وسقفا من الخشب وقرة هو الذى أنشأ له المحراب المجوف ، وهو أول محراب من نوعه فى مصر ، وأضاف اليه منبرا خشبيا جميلا
فى سنة 133 هـ (750م) أتم الوالى العباسى صالح بن على ، عم ابى جعفر المنصور عمل قرة واعطى الجامع شكله الذى بقى عليه مدة طويلة وفى سنة 212 هـ (727م) بلغ الجامع مساحته الحالية على يدعبد الله بن طاهر والى المأمون ، وثبت الجامع على تلك المساحة الى ايامنا ( وهى 5،112×120 م ، اى ما يقارب 15000 م2) وهذا المسجد الذى اتمه عبد الله بن طاهر هو الذى يعتبر اليوم المسجد الاصلى الذى يحافظ عليه
فى عهد خمارية بن أحمد بن طولون احترق جزء من مسجد عمرو ، فأعاد خمارويه بناءه وأكمل محمد بن طغج الاخشيد عمله سلفه وقد جدد المسجد عدة مرات زمن الفاطميين وبلغ ذروة جماله القديم فى عهد الخليفة المستنصر وكان فى ذلك الوقت يقوم على اربعمئة عمود من الرخام ، وجدار المحراب مغطى كله بالرخام الابيض وعليه ايات من القرأن الكريم بخط جميل ، وجدار المحراب مغطى كله بالرخام الابيض وعليه ايات من القرأن الكريم بخط جميل وكان يضيئه ليلا عدد من المصابيح بينها ثريا قدمها الخليفة المستنصر وكان فى ذلك الوقت يقوم على اربعمئة عمود من الرخام ، وجدار المحراب مغطى كله بالرخام الابيض وعليه ايان من القران الكريم بخط جميل وكان يضيئه ليللا عدد من المصابيح بينها ثراي قدها الخليفة الحاكم بأمر الله ، وزنها سبعة قناطير من الفضة ، الى جانب سبعمئة قنديل ، كما المسجد مفروشا بعشر طبقات من الحصير الملون ، بعضها فوق بعض ، وقيل انه كان من أعمر المساجد بالناس والحركة ، ولا يقل الناس فيه من الصباح الى العشاء ، عن خمسة الاف شخص موزعين ما بين مصبين وشويخ ومعلمين وطلاب علم
فى سنة 564 هـ (1168م) اندلع حريق هائل فى الفسفاط ولحقت بالمسجد اضرار جسيمة فلما جاء صلاح الدين الايوبى رممه سنة 568 م هـ (1172م) ثم اعاد الظاهر بيبرس ترميمه سنة 666 هـ (1288م) وتوالت عملية اعمال الترميم وكان أخر من جدده من المماليك مراد بك سنة 1213 هـ (1798م) ولكن الترميم الاخير لم يقم على اسس علمية وبعد ذلك خضع المسجد لاصلاحات متنوعة كان أخرها سنة 1922 ، واصبح المسجد من اقل المساجد الكبرى وحدة فنية والمسجد بشكله الحالى هائل الحجم تحمل سقفه مئات الاعمدة ، وفى وسطه صحن مكشوف تزينه قبة صغيرة
مع تحيات
عبد القادر المحمدي